مُسرِعاً


مُسرِعاً

يَلحَقُها بين الأزقَة

يحمِلُ بيدِهِ زجاجةَ النبيذ

يكاد لا يبصر أَبعَد من خمس خطوات أمامهُ

من شدةِ الثمالة..

يصرخُ حيناً منادياً باسمها 

ثم يغفو لبُرهةٍ قصيرة..


أما هي فتظهَرُ فجأةً من العدَم
تلمعُ عيونُها الخضراءُ في الظلام

كنجمتين في سماءٍ صافية 

ثم تعودُ من حيثُ ظهرت

ويسود صَمتٌ ليس بالقصير..


يلحقها مجدداً

يصرخ

ينتحب

يبكي 

يتألم

يناجي

ثم يتعثر بحجرٍ كبير

فيسقط مضرجاً بالدماء

تَلتَمُ الناسُ مِن حَولِه

يصرخُ أحدهم قائلاً:

أنه مجنون.

يصرخُ آخر:

لقد مات.

لكنه يصحو

يَستَمِعُ إلى الجَمعِ مِن حَولِه

يكلمهم لكنهم لا يَردون

يضرب أكتافهم

ولا يردون

يصفعهم 

ولكن عبثاً لايشعرون

فيتركهم ويهرب 

يَشعرُ بالخَوفِ يَتَمَلَكُ أَركَانَ قَلبِه

لا يَعرفُ مالذي حَدَث


يدخل الزقاق أحدُ مِنَ المارة

يمشي وهو يغني

لكن الزقاق خاوي

لا أحد هُنَا 

لا جثة هُنَا

لا حجرَ هُنَا

لا جَمعَ هُنَا

كل شيءٍ هادئ

وكأنَ شيئاً لم يحدث هُنَا


_____________

يبقى السؤال: 

مالذي حدث هنا !!!؟


علاء حزاني

 

Comments

Popular posts from this blog

سوريا المجد

Reviens Chez Moi

هلوسات مسائية